تسييس الولايات المتحدة لسلاسل الإمداد التكنولوجية أمر محفوف بالمخاطر ومكلف

بكين, 26 مايو 2021 /PRNewswire/ —  نشرت شبكة الصين (China.org.cn) تقريرا أعدته حول أن تسييس الولايات المتحدة لسلاسل إمدادات التكنولوجيا محفوف بالمخاطر ومكلف على حد سواء.

وأطلقت إدارة ترامب في عام 2019 “حربها التكنولوجية” على الصين، بهدف عرقلة التنمية الصينية في قطاعات التكنولوجيا الفائقة من خلال منع الشركات المستهدَفة من شراء المكونات المصنعة في الولايات المتحدة.

ومع تصعيد البيت الأبيض عداءه لبكين فقد كثف تدابيره. وكان المستهدَف الأبرز هو شركة الاتصالات الصينية هواوي، التي وضعت لأول مرة على “قائمة الكيانات” لوزارة التجارة ووضعها ذلك تحت ضوابط التصدير. واُخضعت في وقت لاحق أيضا لـ”قانون المنتجات الأجنبية المباشرة”، الذي حظر من جانب واحد على الشركات الأجنبية التي تستخدم براءات الاختراع الأمريكية في إنتاج أشباه الموصلات الخاصة بها من إمداد الشركة الصينية.

A staff member works at a workshop of a semiconductor company in Shanghai, east China, Feb. 10, 2020.

وعلى الرغم من أن الرئيس جو بايدن قد تولى منصبه منذ ذلك الحين، إلا أنه لم يتراجع بعد عن هذه القرارات. وبدلا من ذلك، فقد واصل العمل بنمط سياسة “أمريكا أولا” عندما يتعلق الأمر بأشباه الموصلات بهدف تعزيز احتكار الولايات المتحدة لهذه الصناعة والسيطرة على “تكنولوجيات المستقبل“.

إذن ما هي عواقب هذه القرارات؟ في الواقع كانت لها آثار سلبية على الولايات المتحدة والعالم ككل.

إن التسييس القوي لقطاع أشباه الموصلات ضد ثاني أكبر اقتصاد في العالم يعطل سلسلة الإمداد العالمية، ويعكس مسار العولمة ويخلق تأثير “اضفاء الطابع المحلي”.

وعززت الصين استثماراتها على نطاق واسع في قدرات أشباه الموصلات على امتداد المجتمع ككل، بينما خلقت الولايات المتحدة مخاطر سياسية لشركات التكنولوجيا التي تعتمد على إمداداتها. وعلى المستوى التنظيمي، كانت الشركات تشتري بالجملة معدات تصنيع أشباه الموصلات والطباعة الحجرية من هولندا واليابان وكوريا الجنوبية، بالإضافة إلى شراء أشباه الموصلات المسعور للتحوط من القيود المحتملة في المستقبل. وبدأت الشركات تفقد ثقتها في الموردين التقليديين.

وقد أدى عدم اليقين هذا إلى نقص عالمي في أشباه الموصلات، ويسبب ذلك حاليا مخاطر للاقتصاد العالمي. وقد أدى هذا النقص أيضا إلى تأخير تصنيع وتوريد السلع الاستهلاكية الإلكترونية والسيارات، مما أجبر العديد من المصانع فى جميع أنحاء العالم على تأجيل الإنتاج ومنح عمالها عطلات مؤقتة. وعلى سبيل المثال، اضطر مصنع نيسان سندرلاند في المملكة المتحدة إلى إبطاء الإنتاج لمدة ثلاثة أسابيع بسبب نقص أشباه الموصلات. ومن النتائج الأخرى تزايد التضخم، الذي أسهم بلا شك في الارتفاع غير المتوقع في مؤشر أسعار المستهلك في الولايات المتحدة، الذي أدى إلى توتر الأسواق العالمية في الأسبوع الماضي.

وتظهر هذه النتائج السلبية أن “تسليح” سلاسل الإمداد التكنولوجية ضد الصين لن يجعل الولايات المتحدة أفضل حالا. وستكون سلاسل الإمداد المحلية أكثر تكلفة وسوف تخسر الولايات المتحدة حصة كبيرة في السوق مع تطوير بكين لصناعتها الخاصة. وستبدأ الصين هذا العام إنتاج عُقد نانومتر-7 والتخلي بسرعة عن الاعتماد على العُقد الأدنى، مع استثمار شركة تصنيع أشباه الموصلات الدولية (SMIC) في مسبك رقائق بتكلفة 2.35 مليار دولار في مدينة شنتشن ومن المقرر أن ينتج دوائر نانومتر-28 متكاملة. وقد سمح هذا لشركات مثل هواوي بمواصلة تطوير شبكات الجيل الخامس الخاصة بها على الرغم من العقوبات الأمريكية.

وبلغ الاستثمار الحكومي بالصين في هذا القطاع بالفعل 150 مليار دولار، في حين ستتوسع الاستثمارات المخصصة لفترة الخطة الخمسية الرابعة عشرة (2021-2025) إلى تريليون دولار. وبينما يُنظر إلى ذلك على أنه ضرورة سياسية، فإن قلة لا توافق على ذلك وترى أن الصناعة العالمية المفتوحة لا تزال مُفضَّلة. ولا تزال شركات أشباه الموصلات الأجنبية الرائدة تسعى للمنافسة داخل سوق أشباه الموصلات الصينية بسبب اقتصادها المتنامي وطلبها المتزايد، مما يدل على مخاطر تقلبات هذه السوق.

وفي هذه الحالة، تجدر الإشارة إلى أن هناك شيئا واحدا مؤكدا عندما يتعلق الأمر بالسياسة الأمريكية الحالية: إن تسليح أشباه الموصلات يخلق وضع “الجميع خاسرون” فيه، وتقسيم صناعة عالمية إلى مجالات محلية يخلق سوقا مجزأة ويرفع الأسعار. ومع ذلك، فإنه لن يعرقل التقدم التكنولوجي للصين.

ولجميع المعنيين، فإن هذا الأمر هو مسار مكلف ولا يمكن التنبؤ به ومن شأنه أن يخلف تأثيرات مؤلمة على طول الطريق وصولا الى المستهلك العادي.

* توم فودي هو محلل علاقات سياسية ودولية بريطاني وخريج جامعتي دورهام وأكسفورد. ويكتب عن موضوعات تتعلق بالصين وكوريا الديمقراطية وبريطانيا والولايات المتحدة . ولمزيد من المعلومات يرجى زيارة:

http://www.china.org.cn/opinion/TomFowdy.htm

وتعكس مقالات الرأي آراء كتابها، وليس بالضرورة آراء شبكة الصين (China.org.cn)

إذا كنت ترغب في الإسهام بمواضيع، يرجى الاتصال بنا على:  opinion@china.org.cn.

 الصورة من – https://mma.prnewswire.com/media/1517521/image1.jpg