بكين، 13 أبريل 2022 / PRNewswire / — دخلت الصين مرحلة جديدة في تحقيق التنمية عالية الجودة، وتشهد مقاطعة هاينان جنوبي الصين جهودًا حثيثة تبذلها الدولة لتحقيق التوازن بين حماية البيئة والتنمية المستدامة.
وقد بدأ الرئيس الصيني شي جين بينغ يوم الأحد الماضي جولات تفقدية لمقاطعة هاينان للاطّلاع على الجهود المبذولة فيها للحفاظ على النظم الإيكولوجية والنهوض بالمناطق الريفية وتحقيق الأمن الغذائي؛ وهي القضايا التي تصدّرت جدول أعماله خلال هذه الجولات التفقدية.
نظام جديد للحدائق الوطنية
وخلال جولة تفقدية أجراها الرئيس الصيني يوم الاثنين لأحد أجزاء حديقة هاينان الوطنية للغابات الاستوائية المطيرة في مدينة ووزيشان، شدّد الرئيس الصيني على أهمية تطوير هذه الحديقة الوطنية.
كما أكّد على ضرورة إدراك المسؤولين للأهمية الإستراتيجية لتطوير حديقة هاينان الوطنية للبلاد، وحثّهم على مواصلة بذل جهود قوية لتحقيق هذا الهدف.
وعملًا بمبدأ “حماية النظم الإيكولوجية أولًا”، كشفت الصين في عام 2017 عن خطتها العامة لإنشاء نظام جديد للحدائق الوطنية المحمية في البلاد يهدف إلى تعزيز الانسجام بين البشر والطبيعة، والحفاظ على التنوع البيولوجي، وتحقيق التنمية المستدامة.
وخلال قمة القادة للاجتماع الخامس عشر (15) لمؤتمر الأطراف في اتفاقية التنوع البيولوجي ( COP15 ) الذي انعقد في العام الماضي، ألقى الزعيم الصيني كلمة رئيسية عبر الفيديو أعلن فيها رسميًا عن إنشاء المجموعة الأولى من الحدائق الوطنية المحمية في البلاد؛ وكان من بينها حديقة هاينان الوطنية للغابات الاستوائية المطيرة.
وتغطي هذه الحديقة الوطنية تسع مدن ومحافظات في مقاطعة هاينان، وتزيد مساحتها الإجمالية على 4000 كم مربع، وتضم الغابات الاستوائية المطيرة الأكثر كثافة والأطول عمرًا في الصين، كما تُعدّ الموطن الوحيد لقردة الغيبون الهاينانية؛ وهي أندر الرئيسيات في العالم.
وعلى خلاف الحدائق الوطنية العادية، تخضع الحدائق الوطنية المحمية الجديدة لأشد تدابير الحماية الممكنة صرامة، وتُعدّ جزءًا من إستراتيجية “الخط الأحمر” التي تُطبقها الصين للحفاظ على النظم الإيكولوجية.
ومن خلال إنشائها لنظام جديد للحدائق الوطنية المحمية في الدولة الأكثر سكانًا في العالم، خطت الصين خطوة كبيرة نحو تحقيق رؤيتها لإيجاد عالم تعيش فيه جميع الكائنات في بيئة طبيعية.
جهود حثيثة لتنمية المناطق الريفية
وخلال جولاته التفقدية في جميع أنحاء المقاطعة، حرص الرئيس الصيني على التوقف دائمًا للتحدّث مع الأسر الريفية. كما زار -يوم الاثنين- بعض منازل أفراد من عرقية “لي” المحلية في قرية ماونا، وهي إحدى قرى مدينة ووزيشان، وتبادل أحاديث ودية مع المسؤولين المحليين وبعض القرويين.
وفي ميدان ماونا العام، رحّب السكان المحليون بشي ترحيبًا حارًا.
وقال شي، في معرض حديثه عن ضرورة بذل جهود حثيثة لدعم الإنجازات المحققة في تخفيف حدة الفقر وزيادة التعاون للنهوض الكامل بالريف وإحيائه: “لقد استطعنا بناء “مجتمع مزدهر نسبيًا من جميع الجوانب”، ونحن نخطو حاليًا خطوات ثابتة باتجاه التحديث وتحقيق الرخاء المشترك”.
تجدر الإشارة إلى أنّ الصين لا تزال تواصل جهودها لتنمية المناطق الريفية، وقد أكّد تقرير “عمل الحكومة” الصادر في مارس الماضي على حدوث زيادة في الإنتاج الزراعي وتنمية متكاملة للمناطق الريفية في عام 2022.
ودعا شي أيضًا مسؤولي الحزب الشيوعي لبذل “جميع الجهود الممكنة” لضمان أن يحيا الشعب الصيني حياة رغيدة؛ قائلًا “على مسؤولي الحزب الشيوعي تقديم المصلحة العامة للشعب الصيني على مصالحهم الشخصية، وتكريس جهودهم لتحسين حياة الشعب”.
وقال شي: “إنّ الحزب الشيوعي الصيني يهتم اهتمامًا بالغًا بكيفية التحسين المستمر لحياة الشعب الصيني بمختلف مجموعاته العرقية”.
تحقيق الاكتفاء الذاتي من “البذور الصينية”
وخلال جولته التفقدية لمدينة سانيا يوم الأحد، قال الرئيس شي: “لا يمكننا ضمان تحقيق الأمن الغذائي للصين إلا إذا امتلكنا مصادر البذور”، كما أكّد على ضرورة العمل لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء وتطوير قطاع البذور في البلاد.
وأضاف: “ولكي نضمن التحكم بطريقة أفضل في مصادر البذور الصينية ونكتفي ذاتيًا منها، يجب علينا أن نعتمد على أنفسنا تمامًا في ابتكار التكنولوجيا اللازمة لتطوير قطاع البذور في البلاد.”
لكنّ الرئيس الصيني أقرّ في الوقت نفسه بأنّ تحقيق ذلك سيستغرق مدّة طويلة، مستشهدًا بمثَل صيني يقول: “إنّ شحذ السيف يستغرق 10 سنوات”.
كما أكّد الرئيس شي على الأهمية الإستراتيجية للجهود العلمية والبحثية، وعلى ضرورة الاقتداء بالأجيال الأقدم من العلماء والباحثين الصينين، مثل يوان لونغ بينغ (1930-2021)، والذي اشتهر بتطوير أول أنواع الأرز الهجين في سبعينيات القرن الماضي؛ وهو ما أسهم في إنقاذ ملايين الأشخاص من الجوع وحفظ حياتهم.
وقد أشارت “الوثيقة المركزية رقم 1” التي صدرت مؤخرًا (وهي أول بيان للسياسات تصدره السلطات المركزية في الصين في هذا العام) إلى أنّ البلاد قد وضعت تطوير قطاع البذور ضمن أولويات سياستها، وحدّدت إجراءات معيّنة لتحقيق ذلك مثل تنفيذ خطة عمل لتطوير هذا القطاع، وتطوير عملية جمع الأصول الوراثية النباتية، وتعزيز حماية حقوق الملكية الفكرية في هذا القطاع.
https://news.cgtn.com/news/
رابط الفيديو: https://www.youtube.com/watch?