بكين 26 ، أغسطس 2021 /PRNewswire/ — منذ عقود، لم يكن أحد يتخيل أن سيهانبا – تلك الأرض القاحلة التي كانت ذات يوم الواقعة في مقاطعة خبي شمال الصين – ستتحول إلى أكبر غابة من صنع الإنسان في العالم.
ولكن الصين فعلتها.
تشهد منطقة سيهانبا الآن تغطية بنسبة 80 في المائة من الغابات، يمكنها الحفاظ على 137 مليون متر مكعب من المياه كل عام وتنقيتها، وهو إنجاز “عظيم” أشاد به الرئيس الصيني شي جين بينغ.
وقال خلال جولته الأخيرة التي استغرقت يومين في مقاطعة خبي “إن ذلك نموذج رائع في تاريخ الحضارة البيئية في العالم”.
خلال رحلته، تعرف شي على إدارة مزرعة الغابات وحمايتها، وكذلك جهود مقاطعة خبي المنسقة في الحفاظ على جبالها وأنهارها وغاباتها وأراضيها الزراعية والبحيرات والمراعي ومكافحة مشكلة التصحر.
وشدد الرئيس على أهمية تطوير الاقتصاد الأخضر وتعزيز التقدم البيئي، وحث على الاستمرار في “روح سيهانبا” – وهو مصطلح يُنسب إلى أجيال من العمال في المزرعة الذين حافظوا على رسالتهم ووضعوها في عين الاعتبار، وعملوا بجد وسعى دؤوب لتحقيق التنمية الخضراء.
وحث شي العمال في مزرعة غابات سيهانبا على ضرورة اكتساب فهم أعمق لمبادئ الحفاظ على البيئة ومواصلة عملهم الجاد لتحقيق إنجازات جديدة.
الرئيس الصيني يشجع كبار السن على المحافظة على نشاطهم في سوق العمل
في مواجهة التقدم السريع في العمر لدى القوة العاملة في اقتصاد يتوسع باستمرار، شجع شي المزيد من كبار السن على “المحافظة على نشاطهم” في سوق العمل، جاء ذلك عند تفقده مركز خدمة المجتمع في Binhe.
واقترح شي على “كبار السن الأصغر سنا” المشاركة في مهام مثل وظائف التطوع المجتمعي.
بحسب المكتب الوطني الصيني للإحصاء، يوجد حاليا 264 مليون شخص تبلغ أعمارهم 60 عاما فما فوق، يمثلون 18.7 في المائة من إجمالي السكان. هذا الاتجاه – كما يقول كثيرون – يمكن أن يشكل تهديدات محتملة لثاني أكبر اقتصاد في العالم.
لقد وضعت الدولة صراحةً في خطتها الخمسية الرابعة عشرة (2021-2025) أنها سترفع سن التقاعد القانوني “بطريقة تدريجية ومرنة ومتباينة” للتكيف مع هذا “الوضع الطبيعي الجديد”.
وخلال زيارته، شدد شي أيضًا على ضرورة تحقيق الأهداف الرئيسية لهذا العام في مجالي التنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلاد.
كما شدد على الحاجة إلى تحقيق توازن بين الوقاية من فيروس كورونا ومكافحته والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وبين التنمية والأمن، لتعزيز التنمية عالية المستوى، والسعي نحو تحقيق الأهداف والمهام الاجتماعية والاقتصادية الرئيسية لهذا العام من أجل ضمان بداية جيدة للخطة الخمسية الرابعة عشرة.
هذا وقد صرح شي، الذي يشغل أيضًا منصب الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني (CPC) ورئيس اللجنة العسكرية المركزية، إن فلسفة التنمية الجديدة بطريقة شاملة وصحيحة يجب أن توضع محل التنفيذ.
الرئيس الصيني يدعو إلى الحفاظ على التراث الثقافي وتطويره
في منتجع جبل تشنغده (Chengde Mountain Resort) الشهير – أحد مواقع التراث الثقافي العالمي لليونسكو – تعرف شي على تاريخه بالإضافة إلى جهود الحفاظ على البيئة فيه.
وأشار شي إلى أن المنتجع يخدم معاني تاريخية مهمة للتواصل بين مجموعات الأقليات العرقية المختلفة، والتكيف بين الدين والمجتمع، والحفاظ على التراث الثقافي وتطويره، فضلا عن التعايش السلمي بين الإنسان والطبيعة.
كما سلط الضوء على الثقة الثقافية والوحدة بين الجماعات متعددة الأعراق.
ثم زار الرئيس الصيني معبد بونينج (Puning Temple) المعروف باسم معبد بوذا الكبير، وهو معبد بوذي شهير بالقرب من المنتجع، ومتحف تشنغده.
شي: من “إنعاش الريف” إلى “إنعاش الصناعة”
لطالما نظرت الصين إلى إنعاش المناطق الريفية على أنه أحد مفاتيح تنمية الاقتصاد الحديث، وقد اتخذ الرئيس شي هذه الخطوة إلى أبعد من ذلك. وشدد على أهمية “إنعاش الصناعة”.
قرية Daguikou – التي زارها شي – تزرع فيها الآن الفراولة والعنب والكرز. ومع ذلك، لم تكن الفاكهة خيارها الأول.
كانت القرية قد جربت زراعة الأرز والذرة والخضراوات. ولكن لمختلف الأسباب ومنها نقص المياه، كانت هذه الأنواع من المحاصيل غير منتجة. لذلك، لم يُكتب للقرويين الربح من ورائها. لذلك تحولوا إلى زراعة الفواكه بدلاً من ذلك.
الآن، أصبحت زراعة الفراولة هي العمل الرئيسي لعدد 1700 من السكان، حيث تجني كل أسرة حوالي 15000 دولار في العام الواحد.
ودعا شي القرى إلى تنفيذ الأساليب المصممة خصيصًا ومعرفة مواردها الفريدة في تحديد مزاياها، بينما دعا أيضًا إلى تعزيز البنية التحتية الريفية ونظام الخدمة العامة.
مقطع الفيديو – https://www.youtube.com/